[/right]قبل أن يقوم المخرج بتقرير خطة تحويل السيناريو إلى فيلم ، يجب عليه تحليل النص من خلال عدة قراءات .
الانطباعات الاولى:
تتم قراءة المخرج الأولى للسيناريو بهدف الوصول إلى الإحساس العام للقصة , ولا ينبغى أن تكون القراءة الاولى دقيقة ونقدية، بل عليه أن يحاول تدوين الانطباعات الأولى . ويمكن استخدام تلك الانطباعات فيما بعد للتنبؤ برد فعل المتفرج تجاه عناصر القصة . ولو أن رد الفعل المتوقع للمتفرج على غير ما يريد المخرج ، يمكنه التعديل في بعض عناصر القصة للحصول على التأثير المرغوب .
القصة والشخصية:
تركز القراءة الثانية للمخرج على بناء القصة ، وتطور الشخصية :
أولا : يجب تحديد الدافع الخارجى للبطل ، وكتابة رسم مبدأي لشكل تطور الشخصية . وفي هذا الرسم المبدأى ، يجب أن تُحدد المحاور الرئيسية في القصة ، والخطوط الثانوية الداخلية وعلاقتها بالفكرة الرئيسية ، وعلاقاتها فيما بينها . وتتضمن تلك الخطة المبدأية أيضا تقسيم القصة الى وحدات صغيرة ، لمساعدته على تكوين خطة عامة للفيلم . ويستخدم بعض المخرجون السيناريو المرسوم Storyboard بدلا من تلك الخطة ، كوسيلة مساعدة لتحضير السيناريو للتصوير.
ثانيا : يجب تحديد الدافع الداخلى للبطل ، والذي يحتوى على صراعات الشخصية الداخلية الغير معروفة للآخرين، سواء كان بوعى من الشخصية أو بلا وعى. وتكون وسيلة معرفة الدافع الداخلى للشخصية من خلال المعنى المتضمن في خلال حوارات، وأفعال الشخصية.
الفكرة :
تقوم القراءات التالية لنص السيناريو بدور هام ، وهو تحديد الأفكار في السيناريو. فالفكرة هى الجملة التي تحدد موقف معين من الحياة , أو ظروف الإنسان ، وهى التي تعطى القصة عمقها وغناها. وعلى الرغم من أن تلك الأفكار تتطور خلال الخط الداخلى للقصة ، إلا أنها قد تظهر في أى موقع منها . وعموماً ، تظهر الأفكار من خلال تطور الشخصية ، أو البطل وعلاقاته الشخصية . وتظهر أيضا من خلال المواقف المتعارضة في القصة . وهناك بعض الأفكار التي تكون واضحة ، في حين يكون البعض الآخر غير واضح ، ويحتاج للمزيد من الجهد لإكتشافه.
دور الممثل فى تفسير السيناريو:
تصبح قراءة المخرج أكثر تحديدا حين يبدأ العمل مع الممثلين. حيث تضيف القراءة الجماعية والبروفات ، مستويات أخرى في القصة , لم تكن مكتشفة من قبل . فقد يستطيع الممثل أن يضيف شيئا جديدا , ومثيرا على الدور الذي يقوم به . والمخرج الجيد هو الذي يستغل تلك الإضافات التي يقوم بها الممثل ، ويستخدمها حين يكون ذلك مناسبا . وتساعد ايضا البروفات مع الممثلين في تحديد الطول الحقيقى للنص ، لأن الحوار , والحركة يأخذان مساحتهما في الزمن الحقيقى
ثانيا
مفردات اللغـة
اللقطـة Shot :
هي أصغر وحدة في الحدث الدرامي في الفيلم السينمائي , وهى الوحـدة التي يتم على أساسها بنـاء المشهد . وكل لقطة يجب أن يكون لها هدف داخل المشهد , وإلا يصبح من المفروض الاستغناء عنها . وبمجرد أن يتحقق الهدف من اللقطة ، يجب الانتقال فوراً للَقطة التالية .
ويجب أن تتطـابق اللقطـات مع الحالة العامة للفيلم ككل .بل ويمكن أن تحتوى على عناصر ذات دلالات خاصة , تعطى بعداً أوسع من الفكرة الرئيسية للقطة , ولكنها في نفس الوقت لا يمكن أن تأتى بمفردها . لذلك فإن تصميم اللقطة يعتبر جزءاً مهماً ، وأساسياً من وظيفة المخرج.
المشهـد Scene :
المشهد هو الوحدة التي يتم على أساسها بناء الفيلم كله . ويجب أن يحتوى كل مشهد على بداية , ووسط ، ونهاية . وتكون مهمته دفع القصة للأمام بشكل ما .
ويعتمد بناء المشهد على الأفكار ، والتفاصيل التي يرغب المخرج في إظهارها للمتفرج. ويتكون المشهد من سلسلة من اللقطات ، التي تظهر الأحداث وكأنها تحدث في أزمنتها الحقيقية . وخلال المونتاج يتم تجميع لقطات المشهد في تصميمات مختلفة ، للتحكم في الحركة , والسرعة، ولخلق التماسك , والوضوح , والتركيز فيما بينها.
وسـائـل الانتقـال Transitions :
مهمة وسائل الانتقال هي الإشارة إلى تغيير المشهد , أو اللقطة . ويتم هذا باستخدام عنـاصر الصورة , أو الصوت , أو الاثنين معا. وخـلال السنوات الأخيرة، تم ابتكار العـديـد من هذه الوسائل . ويمكن اعتبار وسيلة الانتقال وكأنها وسيلة تحايل ، تعبر عن الانتقال من لقطة إلى أخرى. ولابد من اختيار الوسيلة المناسبة لأسلوب الفيلم . فمن الممكن أن يؤثر زمن، ووسيلة الانتقال على سرعة الفيلم .
وتشتمل وسائل الانتقال على :
الاختفـاء FADE :
الاختفاء هو أقدم شكل من أشكال الانتقال , ويحدث الاختفاء التدريجي Fade-out عندما تتحول الشاشة بالتدريج إلى السواد. ويحدث الظهور التدريجي Fade-in عندما تظهر الصورة على الشاشة تدريجياً من السواد .
المـزج Dissolve :
يعد المزج من أكثر وسائل الانتقال شيوعاً. ويتم فيه مزج نهاية اللقطة السابقة مع بداية اللقطة التالية لها . و يكون ذلك عن طريق تـركيب الاختفـاء التدريجيfade-out , والظهور التـدريجي fade-in , فوق بعضهما Overlapping . وحين يتم عـرض المزج على الشاشـة ، تظهر نهاية اللقطـة الأولى وقـد تداخلت في بداية اللقطة الثـانيـة.
المسـح Wipe :
ويحدث ذلك حين تمسح صـورة اللقطـة الثـانيـة صـورة اللقطـة الأولى . ويمكن أن يظهر المسـح من أي اتجـاه , فقـد يكـون رأسيـا , أو أفقيـا , أو مائـلا , أو من المركز إلى الخـارج . كما يمكن استخدام أشكال أخرى للمسح مثل الـدائرة , أو المربـع , وغيرها .
ثالثا
الاحجام و الزوايا
مقـدمـة :
تحديد المكان المناسب للكاميرا عند تصوير أية لقطة, أمر يقرره المخرج بناء على المساحة التي يراها المتفرج, ووجهة النظر التي يشاهد منها الحدث. وهو ما يزيد من الرؤية الدرامية لقصة الفيلم. ويؤدى اختيار المكان الخاطئ إلى إرباك المتفرج وتشتيته.
ولذلك على المخرج أن يسأل نفسه دائما, وفي بداية تصوير كل لقطة :
1- ما هو المكان المناسب الذي أضع فيه الكاميرا؟
2- مقدار ما يجب أن يظهر في اللقطة, وعلام تحتوى؟
وبناءا على ذلك، هناك عناصر يجب أن يحددها المخرج قبل تصوير كل لقطة :
- حجم الموضوع المراد تصويره .
- زاوية الكاميرا بالنسبة للشيء المراد تصويره : الزاوية الرأسية .
- زاوية الموضوع المراد تصويره بالنسبة للكاميرا : الزاوية الأفقية .
- زاوية الكاميرا المنحرفة .
وبالتلاعب بهذه العناصر, يستطيع المخرج أن يحول انتباه المتفرج من الحركة داخل اللقطة, إلى الحركة داخل اللقطة التالية لها. وهو ما يزيد أو يقلل من الدراما, كما يؤثر على الجو العام Mood , وعلى الأسلوب Tone, وبالتالي على اللقطة المصورة نفسها.